BBC news

أهلاً بكم إلى هذه المدونة الفكرية .. نرجو إبداء آرائكم حول المواضيع المطروحة بترك تعليق في المكان المخصص لذلك أو عن طريق رسالة الى abduflos@gmail.com

الاثنين، 15 ديسمبر 2008

غزة .. معاناة في زمن الصمت

الساعة الان الثالثة صباحاً وكان اليوم السادس من "العدوان الصهيوني على غزة" قد رحل منذ ثلاث ساعات وها نحن نستقبل اليوم السابع , وها نحن على مشارف "الحرب البرية" في مرحلة جديدة للعدوان بعد أن قضى أكثر من 420 شهيدا وقارب المصابون الثلاثة آلاف جراء القصف الجوي المتوحش والمجرم على بيوت الله وبيوت الخلق وعلى المقرات المدنية , كل هذا ونحن نحن , لم نتغير لاقبل ولا بعد !.

لم أستطع الكتابة فيما مضى عما يحدث في غزة لأني حقيقةً أحسست أن ما يحدث لأبناءها من هجمة خبيثة وجبانة لم يعد مجالا للكتابة منا نحن العرب بل إن واجبنا صار أكبر فالموقف صعب بل هو خطير وخطير للغاية ، ولكن بعد أن قررت الكتابة -على مضض- وجدت أن لساني أو بالأحرى يدي مرتبكة وربما عاجزة عن وصف مايدور في ذهني من أفكار متناثرة احياناً ومختلطة أحياناً اخرى! فالأمر متشعب جدا فهو سياسي وقومي وعقائدي وإنساني في آن معا.

بداية اسمحولي أن أسجل استغرابي الشديد من تفاجؤ "حماس" بالضربة الصهيونية الأولى! ، لقد شاهد الجميع جيش العدو وهو يحشد قواته أمام "غزة" ، وسمعوا "ليفني" وهي تطلق تهديداتها الصريحة والواضحة باستئصال الحركة ، وقد شاهد الجميع العدو وهو يُجهد دبلوماسييه في الأمم المتحدة من أجل تبرير ماينوي القيام به ، موزعاً بياناته في أروقتها ، وهذا العمل بالذات هو ما أكد لي أن المسألة هي مسألة وقت فقط ، وأكد لي أيضا أن العملية لن تكون عملية "عادية" بل أن العدو جاد هذه المرة في "استئصال" الحركة من جهة و المقاومة بشكل عام من جهة أخرى , أي أنه سيصنع المستحيل من أجل ذلك , وإن كنت على ثقة تامة أن مسعاه سيخيب , كما أن ما أكد لي أيضاً حقيقة و قرب ما تنويه إسرائيل هو الدعوة المصرية الغريبة للحوار الفلسطيني رغم كل نذر الحرب التي تلوح في الأفق , خاصة و أن "القاهرة" نفسها كانت مسرحاً لبعض تلك النذر من خلال تهديدات "ليفني" التي ذكرتها سابقا! , وفي الحقيقة شعرت حين سماع تلك الدعوة أن في الأمر خدعة واضحة لـ"حماس" من أجل إيهامها بأن الأمور مستقرة و لا داعي للحذر من تهديدات العدو, وهذا ليس اتهاماً لأحد بل هو مجرد "شعور شخصي" قد يصيب و قد يخطئ .
و إذا كان هذا هو شعوري و أنا مجرد شخص عادي بعيد عن أجواء السياسة و كواليسها فهل يعقل أن هذا الأمر لم يخطر ببال قادة "حماس" كي يخلو مواقعهم الأمنية و حتى بعض المواقع المدنية الحساسة ؟!
هل خدعتهم حيلة "الحوار" فصدقوا أن قيام العدو بحرب حقيقية و عنيفة هو أمر مستبعد ؟!
اما وقد حدث ما حدث ووقعت الواقعة فنحن مع حركة "حماس" قلباً وقالبا ومع كل الشعب الفلسطيني الكريم و كل فصائل المقاومة البطلة .

نعود للأحداث ..
كانت الضربة الأولى التي تلقاها أفراد الشرطة ظهر السبت مؤثرة جداً بل كان لها وقع الصاعقة على الجميع , و هذا ما أراده العدو تماماً لعدة أهداف باتت متكررة في جميع جرائمهم سواءً في غزو العراق أو لبنان أو غزة , و أهم هذه الأهداف هي مفاجأة الخصم و إرباكه , و صدم الرأي العام العربي كي يهتز ومن ثم يفتر ويتعود على القادم , وهنا أود القول أن هذا الضربة ما كانت لتكون بهذا العنف لو أن حكومة "حماس" قد أخلت مواقعها الهامة مبكراً , و لكن مهما يكن فكلي ثقة أن هذا الهدف الذي ظن العدو أنه حققه لن يكون إلا وبالاً عليه و أن مكرهم سيحيق بهم , فلا المقاومة سترتبك و لا الجماهير العربية ستفتر كما في السابق .

في نفس اليوم كانت هناك مقابلة "وليد العمري" مراسل قناة "الجزيرة" مع صهيوني مسئول عن أمن المستوطنين وكان ذلك المسئول متبجحاً غاية التبجح وكان يفتخر بالنصر الذي سطره "جيش الدفاع" ضد أفراد الشرطة الأبرياء في القصف الأول! , كما كان يحرض الجيش على الإستمرار في جرائمه ضد الشعب الأعزل في غزة , وكان يعبر عن مدى فرحته بما حدث لدرجة أنه ذاهب للأحتفال و سماع الموسيقى! , وهذا هو أكبر دليل على خسة و قذارة هؤلاء الصهاينة , فهم لا يعرفون معنىً للسلام و لا التعايش مع العرب , ولا يعرفون سوى الحقد على هذه الأمة , فطالما كفة القوة في صالحهم فلن يرحموا منا كبيرا و لاصغيرا ولن يوفروا منا شريفا ولا حتى عميلا , ولكن أتمنى أن نسمع رأي ذلك المتبجح بعد أن تبدأ قوة العدو في الإنهيار وخسائره في الإرتفاع أمام ضربات المقاومين في الحرب البرية , حتماً سيتغير رأيه ورأي الكثير من أمثاله في الأرض المحتلة , فسنتفاجأ بدعوتهم لإنهاء الحرب وترك الفرصة للـ"سلام" و "التفاوض" بعد أن بدأوا يألمون نتيجة اتساع مدى الصواريخ الفلسطينية!!.

ما يحز في نفس كل عربي غيور على أمته بل وكل إنسان لديه ضمير حي هو استمرار "قفل المعابر" من الجانب المصري أمام المساعدات الغذائية والطبية المتجهة للمنكوبين في غزة , وهذه المعابر هي شريان الحياة الوحيد الذي تبقى للـ"غزاويين" بعد أن قطعوا عن العالم , خاصة و أن المعابر الأخرى هي من جهة العدو! , إذاً لماذا هذا الظلم والجور الفاحش من قبَل الأهل في مصر ضد أبنائهم في غزة؟! , هل الإلتزام بما تسمى "الإتفاقيات الدولية" أهم من الإلتزام بمبادئ الشرف والدين والكرامة والإنسانية؟! , و التسائل الأكثر مرارة هو لماذا تستمر نفس الحكومة في تصدير الغاز الى العدو وبسعر مخفض؟!! , أليس كل مايحدث هو مساهمة واضحة وصريحة في "المحرقة" الصهيونية ضد أبناء غزة؟! , وحتى لو رضخت الحكومة المصرية للضغط الشعبي العربي وتفضلت مشكورة بإدخال المساعدات بـ"القطّارة" للمحتضرين في غزة فهذا لن يكفي أبدا , لابد من فتح المعابر أمام كل المساعدات الإنسانية –على الأقل- وبشكل دائم , وهذا المطلب هو مطلب عاجل و "واقعي" فقط ولكنه ليس كل مايتمناه المرء.

من المشاهد التي حتماً قد أبكت كل ذي قلب رحيم هو مشهد الفتيات اللواتي استشهدن تحت سقف منزلهن المنهار ومشهد أختهن التي كانت تقاوم الموت رغم صغر سنها بكل صبر وكل شجاعة أثناء رفع الأنقاض عنهن وهي التي نطقت الشهادة وطلبت من شقيقاتها التشهد قبل وفاتهن كما ذكرت لاحقاً , وهذا الموقف الشجاع تكرر أيضاً من أمها الصابرة والتي حمدت الله على ماحدث واحتسبتهن شهيدات عند ربهن , وهذا ليس بمستغرب من المؤمنين والمؤمنات وليس بمستغرب من "شعب الجبارين" .

كنت أتمنى لو أعرف مشاعر الحكام "العرب" وكنت أود مطالبتهم كالعادة بموقفٍ ما مما يحدث و لكني قررت أن أوفر على نفسي جهد الكتابة في ذلك إذ لا حياة لمن تنادي و بالتالي فالضرب في الميت حرام! , ولكن ما أود ذكره في هذا الجانب هو سؤال يدور في ذهني , وهو هل كلمة "قائد" يجوز إطلاقها على كل من كان حاكماً لبلد ما أم أن هناك صفات و مواصفات يجب أن تنطبق على الشخص حتى يسمى قائدا؟! , وإن كان الجواب هو الأخير فهل هناك "قادة عرب" أصلاً حتى نطالبهم بعمل ما تقتضيه قيادتهم لهذه الأمة؟!.

سأنتقل الآن للتبرير الصهيوني لعدوانه وجريمته وما إن كانت قضية "إطلاق صواريخ" حقاً أم شيء أكبر من ذلك , في الحقيقة ان القضية هي قضية استهداف للمقاومة و للمشروع المقاوم بشكل عام , سواءً في "فلسطين" أو "العراق" أو "لبنان" أو غير ذلك , ثم أن إطلاق الصواريخ الفلسطينية على المستوطنات هو ذاته رد فعل ورد فعل متواضع جداً على جرائم الكيان الصهيوني وليس اعتداءً بأي شكل من الأشكال , وعليه فمسألة "الصواريخ" الفلسطينية ليست سوى تغطية على الهدف الحقيقي , وحتى ان انتفت مسألة الصواريخ فهناك ألف طريقة وطريقة للتغطية , وإن اقتضى الأمر فاختراع كذبة وتسويقها ليس بجديد على هذا العدو , وما "اسلحة الدمار الشامل العراقية" عنا ببعيد! , إذاً فالتعامل مع كل عدوان على هذه الأمة على أنه عمل مستقل في كل مرة هو أمر غير صحيح وتحليل غبي إن إحسنا النية و"خبيث" إلم نحسنها! , فالعدوان على العراق هو ذاته العدوان على لبنان و هو ذاته العدوان على "غزة" , فالقضية هي إسكات الصوت المقاوم أينما وجد , و المخطط مستمر وإن تعرقل في المسير إلا أنه لم يتوقف بعد , وبالتالي فنصرة أبناء غزة هي نصرة حقيقية لكل العرب و المسلمين , وقضية "مصلحة" قبل ان تكون قضية عاطفة أو دين , ماذا وإلا فالدور قادم على الجميع دون استثناء , و سنكون أكلنا "يوم أكل الثور الأبيض"!.

إهانة بوش .. و الأقلام المأجورة

هذه الليلة رأينا بطل واحد من ملايين الأبطال الشرفاء في العراق


و هو يقذف وجه "بوش" بحذائيه مودعاً إياه بطريقته الخاصة ,


و رغم ما لهذا التصرف من وقع قوي ستتجلى نتائجه قريباً , بل


أنها قد بدأت مبكراً و ذلك في خطاب "أوباما" الذي شدد على أن


إنهاء الحرب في العراق هو أول ما سيقوم به في ولايته , و ذلك


بعد دقائق فقط على قذف وجه "بوش" بحذائي الصحفي العراقي


البطل "منتظر الزيدي" , أقول .. رغم مالهذا التصرف من نتائج


هامة على الصعيد الميداني و السياسي فضلاً عن القيمة الرمزية


الكبيرة و الأزلية التي ستظل في صف الشعب العراقي و ضد


"بوش" و تياره للأبد , رغم كل ذلك الا أنني كلي ثقة أن الكثير


من صحف الغد "العربية" ستحمل أقلاماً انهزامية مأجورة تعودناها


في هكذا مناسبات , و لن يكون همها و شغلها الشاغل الا التسخيف


و التحقير من هكذا تصرف !


ألا إنهم هم الحقراء و لكن لا يشعرون !!


لن يتوانوا عن السخرية من تصرف ذلك المقدام "منتظر الزيدي"


و لا من ردة فعل الجمهور العربي تجاهها مدعين أن العرب عاطفيين


و أن المسألة لا تستحق كل هذا الإحتفال فهي أتفه من أن تذكر !


كما ستجد بعضهم يستعيرون من ملهمهم "بوش" عبارات التخفيف


مما حدث من قبيل أنه أمر اعتيادي يحدث له دائماً !!!


فقط نقول لهم ..


ألا تعلمون أن معركة العراقيين مع عدوهم ليست كأي معركة ؟!


إنها معركة "الحواسم" !


لن يُترك الأمريكان ليهربوا و هم سالمون , بل إن كل شيء


لا بد أن يحسم .. كل شيء ..


سيسقط الأمريكان في عقر دارهم قبل أن يسقطوا في العراق ,


ستسجل الكاميرات صور زعيمهم المهيب


و هو منحنٍ أمام الحذاء العراقي ! ,


و ستظل الصورة للأبد في ذاكرة العالم بأجمعه .


صدقوني يا مرتزقة المجرمين إن بضاعتكم كسدت و لم تعد تغري


إلا عميان البصيرة و نحمدالله و نشكره أنهم باتوا قلة قليلة لا تذكر


في شارعنا العربي الواعي لمخططاتكم و مكائدكم و مكركم الذي لم يعد


دفين بعد إفلاسه و بعد محاولاته الإنتحارية و اليائسة .


صدقوني سترحلون كسيّدكم و لا نملك لكم سوى ..


قبلة الوداع على الطريقة "الـزيـديــة" !!

منتظر الزيدي قاذفاً بوش بحذائه.." هذه قبلة الوداع يا كلب " !!

منتظر الزيدي .. الصحفي العراقي العربي الشريف ,


كم نحن ممتنون لك و ليمينك الكريمة ,




و كم نشكر لك تلك الهبة و الحمية التي دفعتك


لقذف وجه البؤس و رسول الشيطان "بوش" الحقير


بحذائيك و بكل شجاعة و كرامة العراقي الباسل الشريف ,


دون ادنى اعتبار لما سيترتب على ذلك من أذى


قد يصيبك من قبل الجبناء الأمريكان و أذنابهم .




لقد رأينا كيف ساءت وجوه المجرمين


و كيف ازداد بؤسها و تجهمها بعد أن واجهت حذائيك الطائرين ,

و رأينا كبيرهم يتحاشاهما فينطلقان لإهانة راية الشر الأمريكية
دون أن يمسا راية الله أكبر !!

نعم .. كما رأينا المالكي الحقير و هو يمد يده دفاعاً عن ولي نعمته ,


و رأينا بائعي أعراضهم و هم يكيلون لك اللكمات متباهين بشجاعتهم !!




بورك بك يا بطل يا ابن الأبطال


و والله انك المنتصر و إنهم المنهزمون المذعورون ,


و هذا هو عشمنا بالعراقيين الغيارى ,


والله ان كل شرفاء هذه الأمة سيذكرونك بفخر الى الأبد .


بوش و المالكي .. لكم الحذاء .. و لـ"منتظر الزيدي" الكرامة !!

الجمعة، 12 سبتمبر 2008

بوش البؤس و ساعة أمريكا و .. كرامتكم !!

هاهي القوة التي طالما سميت بـ"العظمى" تتهاوى أمام أعين الجميع غير
مأسوف عليها , وهاهم أعداءها اليوم الذين طالما رمتهم بأبشع التهم
بدءاً بالدكتاتورية و ليس انتهاءً بالإرهاب , هاهم أعداءها يبدءون القصاص
العادل –كما يرون- بحق "الشيطان الأكبر" , في ظل حكومة البؤس المتمثلة في
الصغير الأحمق "بوش" الذي ما أن رءاه الشعب الأمريكي المستغفل
و المنكوب حتى بدأت تتوالى مصائبه و بلاويه , من كارثة الحادي عشر
من سبتمبر الى مقبرة أفغانستان الى مستنقع العراق الى الكابوس الروسي
مروراً بإعصار كاترينا و غيره من الأعاصير و وصولاً الى الصفعتين الأخيرتين
من احرار أمريكا اللاتينية ممثلين في موراليس و شافيز اللذان طردا سفيري
"القوة العظمى" من بلديهما و بشكل مهين و مذل جداً و خالٍ من الرسميات
و الأعراف الدبلوماسية و ذلك في عملية تبدو أشبه بالتعقيم من الجراثيم
و الكائنات الضارة , و لم تجد الحكومة الأمريكية الخائبة أمامها
–في العلن على الأقل- سوى الرد بالمثل , بغض النظر عن عملياتها الإنتقامية
القذرة و شبه السرية في دعم انقلابيين عملاء في كلا البلدين , و لكن تكفي هاتان
الصفعتان كي تذل ذلك الأرعن في البيت المسمى بالأبيض و تزيد من تخبطه
و غباءه المستفحل .


هوجو شافيز الرئيس الفنزويلي خاطب جماهيره قائلاً : فلتذهبوا الى الجحيم
أيها اليانكيز –أي الامريكيين- ...

نحن شعب له كرامته , فلتذهبوا الى الجحيم مائة مرة !!!

الغريب ان أمريكا المظلومة لم تحتل فنزويلا أو بوليفيا و لم تقتل و تدمر
و تعربد و تنهب الثروات في تلك البلاد كما هي عندنا في البلاد العربية
و الإسلامية , و مع ذلك لا زلنا نشاهد بيننا من ترتعد فرائضه خوفاً من
مجرد نظرة غضب من الحاكم بأمر الصليب "بوش" , و مازلنا نشاهد بيننا أيضاً
من ينتظر منحاتها السنوية الكريمة من فتات بغض النظر عن مقابله! ,
و ما زلنا نسمع بيننا أيضاً من يتحدث عن جنة الديمقراطية التي
ستدخلنا بها دون حساب .

السؤال هو .. هل نحن شعوب غير موجودة على "خارطة الكرامة" بهذا العالم ؟!.

الأحد، 31 أغسطس 2008

الجمعة، 29 أغسطس 2008

2008 .. و نبوءة "زوال اسرائيل" ؟؟؟؟

يبدو ان نبوءة "الحرب العالمية الثالثة في 2008"

تأبى الا ان تفرض نفسها , رغم تبقي القليل من الزمن

على هذه السنة العجيبة , فقد مرت ثمانية اشهر و لم

تقع الحرب بعد , و لكنها طبعاً لم تمر مرور الكرام ,

بل شهدت الكثير من الأحداث التي كانت كالمخاض

لولادة شيء ما لا "نظن" اننا نحبه !

شاهدنا احداث لبنان و تداعياتها على المنطقة و العالم

فتوقعنا شيئاً ما سيحدث و لكنها سرعان ما خبأت فهدأنا ,

و من ثم أتت أحداث جورجيا فقلنا الآن حتماً ان شيئاً ما

سيحدث و لكنها أيضاً خبأت نوعاً ما , و بين هذه و تلك

شاهدنا الكثير من الأحداث في العالم و التي ايضاً جعلتنا

ننتظر ما ستنجم عنه من نتائج الا انها كانت كغـيـرها لـم

تصل الى تلك الدرجة التي كنا نتوقعها .

و لكن و قبل ان تأفل هذه السنة ها نحن نشاهد و نشهد من

جديد بعض التصعيدات القولية و الفعلية في المنطقة , فمن

وأمريكا و اسرائيل الى ايران و حزب الله و بين أولئك سوريا

و حماس و العراق نرى الأمور تشتعل أكثر فأكثر و لا نعلم

الى اين تسير؟! , خاصة و أن تداعيات الأحداث التي ذكرناها

سابقاً لازالت موجودة و لم تنته بعد و منها القضية الجورجية

مثلاً , و لن يستطيع أحد ان يفصلها عن احداث المنطقة من حيث

المواجهة بين الحلف الروسي –ان صحت التسمية- و الحلف

الأمريكي .

اذن يبدو ان مخاض هذه السنة لا زال مستمراً و لن يقبل الهدوء و لا

الإستمرار الى ما بعد ذلك , بل يبدو ان موعد الولادة قد صار قريباً ,

و قريباً جداً , و لم تعد القضية الآن تتعلق بالولادة من عدمها

بل صارت القضية هي عن "نوع المولود" ! , و هل سنحب هذا

المولود و نفرح به أم أننا سنتمنى لو اننا لم نره ؟!!

و على كلٍ فلا يبدو انه مولود عادي بل سيكون مولوداً عجيباً ربما

لم نره الا في مخيلاتنا ..

و الله أعلم.

الخميس، 21 أغسطس 2008

مختارات من قصائد الراحل "محمود درويش"


من أوائل القصائد و أشهرها لهذا الشاعر الكبير و الجميل ..





إلى أمي ...
أحنُّ إلى خبز أُمي
وقهوة أمي
ولمسة أُمي ..
وتكبُر في الطفولةُ
يوماً على صدر يومِ
وأعشَقُ عمرِي لأني
إذا مُتُّ,
أخجل من دمع أُمي !
خذينيِ إذا عدتُ يوماً
وشاحاً لهُدْبِكْ
وغطّي عظامي بعشب
تعمّد من طهر كعبك
وشُدي وثاقي ..
بخصلة شَعر..
بخيطٍ يلوِّح في ذيل ثوبك ..
عساني أصير ُإلهاً
إلهاً أصير..
إذا ما لمستُ قرارة قلبك !
ضعيني , إذا ما رجعتُ
وقوداً بتنور ناركْ ..
وحبل غسيل على سطح دارك
لأني فقدتُ الوقوفَ
بدون صلاة نهارك
هَرِمْتُ فردّي نجوم الطفولة
حتى أُشارك صغار العصافير
درب الرجوع .. لعُش انتظارِك!!

(من ديوان "عاشق من فلسطين" 1966)



و هذه قصيدة رائعة أيضاً من قصائد شاعرنا العظيم "محمود درويش" .. رحمه الله ..






أيها المارون بين الكلمات العابرة


أيها المارون بين الكلمات العابرة
احملوا أسماءكم وانصرفوا
واسحبوا ساعاتكم من وقتنا، وانصرفوا
وخذوا ما شئتم من زرقة البحر و رمل الذاكرة
وخذوا ما شئتم من صور، كي تعرفوا
انكم لن تعرفوا
كيف يبني حجر من أرضنا سقف السماء
أيها المارون بين الكلمات العابرة
منكم السيف - ومنا دمنا
منكم الفولاذ والنار- ومنا لحمنا
منكم دبابة أخرى- ومنا حجر
منكم قنبلة الغاز - ومنا المطر
وعلينا ما عليكم من سماء وهواء
فخذوا حصتكم من دمنا وانصرفوا
وادخلوا حفل عشاء راقص .. وانصرفوا
وعلينا، نحن ، أن نحرس ورد الشهداء
وعلينا ، نحن، أن نحيا كما نحن نشاء
أيها المارون بين الكلمات العابرة
كالغبار المر مروا أينما شئتم ولكن
لا تمروا بيننا كالحشرات الطائرة
فلنا في أرضنا ما نعمل
ولنا قمح نربيه ونسقيه ندى أجسادنا
ولنا ما ليس يرضيكم هنا
حجر.. أو خجل
فخذوا الماضي، إذا شئتم إلى سوق التحف
وأعيدوا الهيكل العظمي للهدهد، إن شئتم
على صحن خزف
. لنا ما ليس يرضيكم، لنا المستقبل ولنا في أرضنا ما نعمل



كما هناك قصيدة "لاعب النرد" و التي يبدو وكأنه تنبأ فيها بوفاته حيث يقول في آخرها ..







.. ومن حسن حظِّيَ أَني أنام وحيداً




فأصغي إلى جسدي




وأُصدِّقُ موهبتي في اكتشاف الألم




ْفأنادي الطبيب، قُبَيل الوفاة، بعشر دقائق




عشر دقائق تكفي لأحيا مُصَادَفَة




ًوأُخيِّب ظنّ العدم




مَنْ أَنا لأخيِّب ظنَّ العدم ؟!!

صمت من أجل غزة .. "محمود درويش"

هذه المقالة كانت قد نشرت في "صحيفة القدس" الفلسطينية .. تأمل في كل كلمة .. ستجدها تحمل معنىً رائعاً لا يمكن أن تجده الا لدى .. محمود درويش ..
صمت من أجل غزة!
تحيط خاصرتها بالألغام .. وتنفجر .. لا هو موت .. ولا هو انتحار
انه أسلوب غـزة فی إعلان جدارتها بالحياة
منذ أربع سنوات ولحم غـزة يتطاير شظايا قذائف
لا هو سحر ولا هو أعجوبة، انه سلاح غـزة فی الدفاع عن بقائها وفی استنزاف العدو
ومنذ أربع سنوات والعدو مبتهج بأحلامه.. مفتون بمغازلة الزمن .. إلا فی غـزةلأن غـزة بعيدة عن أقاربها ولصيقة بالأعداء .. لأن غـزة جزيرة کلما انفجرت، وهی لا تکف عن الإنفجار،
خدشت وجه العدو وکسرت أحلامه وصدته عن الرضا بالزمن
.لأن الزمن فی غـزة شيء آخر ..
لأن الزمن فی غـزة ليس عنصراً محايداًانه لا يدفع الناس إلى برودة التأمل... ولکنه يدفعهم إلى الإنفجار والارتطام بالحقيقة
.الزمن هناك لا يأخذ الأطفال من الطفولة إلى الشيخوخة ولکنه يجعلهم رجالاً فی أول لقاء مع العدو
ليس الزمن فی غـزة استرخاء ولكنه اقتحام الظهيرة المشتعلة
لأن القيم فی غـزة تختلف .. تختلف .. تختلف
القيمة الوحيدة للانسان المحتل هی مدى مقاومته للإحتلال... هذه هی المنافسة الوحيدة هناك
.وغـزة أدمنت معرفة هذه القيمة النبيلة القاسية .. لم تتعلمها من الکتب ولا من الدورات الدراسية العاجلة
ولا من أبواق الدعاية العالية الصوت ولا من الأناشيد. لقد تعلمتها بالتجربة وحدها وبالعمل الذی لا يکون
إلا من أجل الاعلان والصورة
ان غـزة لا تباهى بأسلحتها وثوريتها وميزانيتها. انها تقدم لحمها المر وتتصرف بإرادتها وتسکب دمها
وغزة لا تتقن الخطابة .. ليس لغزة حنجرة ..مسام جلدها هي التی تتکلم عرقاً ودماً وحرائق
.من هنا يکرهها العدو حتى القتل . ويخافها حتى الجريمة . ويسعى إلى إغراقها فی البحر او فی الصحراء او فی الدم
من هنا يحبها أقاربها وأصدقاؤها على استحياء يصل إلى الغيرة والخوف أحياناً . لأن غزة هی الدرس الوحشي والنموذج المشرق للاعداء والاصدقاء على السواء
.ليست غزة أجمل المدن
..ليس شاطئها أشد زرقة من شواطئ المدن العربية
وليس برتقالها أجمل برتقال على حوض البحر الأبيض
.وليست غزة أغنى المدن
..وليست أرقى المدن وليست أکبر المدن. ولکنها تعادل تاريخ أمة. لأنها أشد قبحاً فی عيون الأعداء، وفقراً وبؤساً وشراسة. لأنها أشدنا قدرة على تعکير مزاج العدو وراحته، لأنها کابوسه،
لأنها برتقال ملغوم، وأطفال بلا طفولة وشيوخ بلا شيخوخة، ونساء بلا رغبات، لأنها کذلك فهی أجملنا وأصفانا وأغنانا وأکثرنا جدارة بالحب.
نظلمها حين نبحث عن أشعارها فلا نشوهن جمال غزة، أجمل ما فيها انها خالية من الشعر، فی وقت حاولنا أن ننتصر فيه على العدو بالقصائد فصدقنا أنفسنا وابتهجنا حين رأينا العدو يترکنا
نغنی .. وترکناه ينتصر ثم جفننا القصائد عن شفاهنا، فرأينا العدو وقد أتم بناء المدن والحصون والشوارع
.ونظلم غزة حين نحولها إلى أسطورة لأننا سنکرهها حين نکتشف أنها ليست أکثر من مدينة فقيرة صغيرة تقاوم
وحين نتساءل: ما الذي جعلها أسطورة؟
سنحطم کل مرايانا ونبکي لو کانت فينا کرامة أو نلعنها لو رفضنا أن نثور على أنفسنا
ونظلم غزة لو مجدناها لأن الافتتان بها سيأخذنا إلى حد الانتظار، وغزة لا تجیء الينا غزة لا تحررنا ليست لغزة خيول ولا طائرات ولا عصى سحرية ولا مکاتب فی العواصم، ان غزة
تحرر نفسها من صفاتنا ولغتنا ومن غزاتها فی وقت واحد وحين نلتقی بها – ذات حلم – ربما لن تعرفنا، لأن غزة من مواليد النار ونحن من مواليد الانتظار والبکاء على الديار
صحيح ان لغزة ظروفاً خاصة وتقاليد ثورية خاصة
ولکن سرها ليس لغزا: مقاومتها شعبية متلاحمة تعرف ماذا تريد (تريد طرد العدو من ثيابها
)وعلاقة المقاومة فيها بالجماهير هی علاقة الجلد بالعظم. وليست علاقة المدرس بالطلبة
.لم تتحول المقاومة فی غزة إلى وظيفة و لم تتحول المقاومة فی غزة إلى مؤسسة
لم تقبل وصاية أحد ولم تعلق مصيرها على توقيع أحد أو بصمة أحد
ولا يهمها کثيراً أن نعرف اسمها وصورتها وفصاحتها لم تصدق أنها مادة أعلامية، لم تتأهب لعدسات التصوير ولم تضع معجون الابتسام على وجهه
.لا هی تريد .. ولا نحن نريد
من هنا تکون غزة تجارة خاسرة للسماسرة ومن هنا تکون کنزاً معنوياً واخلاقياً لا يقدر لکل العرب
ومن جمال غزة أن أصواتنا لا تصل إليها لا شيء يشغلها، لا شيء يدير قبضتها عن وجه العدو، لا أشكال الحکم فی الدولة الفلسطينية التی سننشئها على الجانب الشرقی من القمر، أو على
الجانب الغربی من المريخ حين يتم اکتشافه، انها منکبة على الرفض .. الجوع والرفض والعطش والرفض التشرد والرفض التعذيب والرفض الحصار والرفض والموت والرفض
.قد ينتصر الأعداء على غزة (وقد ينتصر البحر الهائج على جزيرة قد يقطعون کل أشجارها)
قد يکسرون عظامها
قد يزرعون الدبابات فی أحشاء اطفالها ونسائها وقد برمونها فی البحر أو الرمل أو الدم ولکنها
لن تکرر الأكاذيب ولن تقول للغزاة: نعم
وستستمر فی الانفجار
لا هو موت ولا هو انتحار ولکنه أسلوب غزة فی اعلان جدارتها بالحياة
...
فاصلة:
وستستمر فی الانفجار
لا هو موت ولا هو انتحار ولکنه أسلوب غزة فی اعلان جدارتها بالحياة

نبذة عن حياة الراحل "محمود درويش" شاعر المقاومة الفلسطينية

ولد الشاعر "محمود درويش" بقرية (البروة) بـ(الجليل) بفلسطين الحبيبة في 13 مارس 1941
اعتقل من قبل السلطات الإسرائيلية مرارا بدأ من العام 1961 بتهم تتعلق بتصريحاته ونشاطه السياسي وذلك حتى عام1972حيث توجه إلى الإتحاد السوفيتي للدراسة , وانتقل بعدها لاجئا إلى القاهرة في ذات العام حيث التحق بمنظمة التحرير الفلسطينية , ثم لبنان حيث عمل في مؤسسات النشر والدراسات التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية , علماً إنه استقال من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير احتجاجاً على اتفاقية أوسلو . كما أسس مجلة الكرمل الثقافية.
شغل منصب رئيس رابطة الكتاب والصحفيين الفلسطينيين . كانت اقامته في باريس قبل عودته إلى وطنه حيث أنه دخل إلى فلسطين بتصريح لزيارة أمه . وفي فترة وجوده هناك قدم بعض أعضاء الكنيست الإسرائيلي اقتراحا بالسماح له بالبقاء وقد سمح له بذلك.
توفي في الولايات المتحدة الأمريكية بعد اجراءه عملية القلب المفتوح في 9 أغسطس 2008.

محمود درويش... في حضرة الغياب



رحل عنا محمود درويش يوم السبت 9 آب 2008 بعد 67 عاما من حياة دأب ينتقل فيها من قمة إلى أخرى أعلى منها، دون كلل أو ملل. كان إنسانا جميلا، قبل أن يكون متنبي عصرنا الحديث، يرى ما لا نراه، في الحياة والسياسة وحتى في الناس، ويعبر عن كل هذه الأمور بلغة وكأنها وجدت ليكتبها. وحين قرر أن يخوض غمار هذه العملية الجراحية الأخيرة اعتقدنا أنه سيهزم الموت، كما هزمه في مرات سابقة، لكنه، بعينه الثاقبة، رأى على ما يبدو شبحه "قادما من بعيد".أراد أن يفاجئ الموت بدلا من أن يفاجئه الأخير بانفجار "القنبلة الموقوتة" التي كانت عبارة عن شريانه المعطوب. كان مستعدا كعادته، وتركنا نحن وراءه كي "نربي الأمل".

موقع شاعر المقاومة محمود درويش :


السبت، 2 أغسطس 2008

باب "عمر" و .. باب "صدام" !!

السلام عليكم..





هناك مقولة أن (التاريخ يكرر نفسه) وهذه المقولة أجدها واضحة وجلية هنا في التشابه الكبير الذي يظهر بين دور الشهيد صدام حسين-رحمه الله تعالى- ودور الشهيد عمر ابن الخطاب رضي الله تعالى عنه, واسمحوا لي الآن أن افصل الأسباب التي بنيت عليها رأيي..

ورد في الأحاديث أن عمر -رضي الله عنه- قال: أيكم يحفظ حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الفتنة؟
قال حذيفة: فقلت: أنا، فقال: إنك لجريء، فقال: كيف؟ قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول:
فتنة الرجل في أهله وولده وجاره، تكفرها الصلاة والصيام والصدقة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر،
فقال عمر: ليس هذا أريد، إنما أريد التي تموج موج البحر، قال: مالَك ولها يا أمير المؤمنين، إن بينك وبينها بابا مغلقا، قال: أيفتح الباب أم يكسر؟ قال: بل يكسر، قال: ذاك أجدر ألا يغلق، فقلت لحذيفة: أكان عمر يعلم من الباب؟ قال:
كما يعلم أن دون غدٍ الليلة، إني حدثته حديثا ليس بالأغاليط، قال: فهِبنا أن نسأله من الباب، فقلنا لمسروق: سله،
فسأله، فقال: عمر.

ويظهر من هذا الحديث أن عمرا" رضي الله عنه كان هو الباب الذي بعد كسره (اغتياله) ستنهال الفتن على الأمة,وهذا ماحدث فعلا" فقد انهالت الفتن إلى زماننا هذا منذ استشهاده على يد اللعين الفارسي (أبو لؤلؤة المجوسي) ذلك الحقير الذي لازال قبره المشؤوم مزارا" للروافض الذين يدعون التشيع لآل البيت عليهم السلام وهم منهم براء, وذلك القبر لمن لايعلم هو في بلاد فارس (إيران) التي كان نهجها على مدى القرون الماضية السعي وراء الثأر لدولة كسرى التي أسقطت على يد العرب في معركة القادسية الأولى في عهد عمر -رضي الله عنه- ثم تقوت وعادت من خلال الفتن التي اتبعتها في عهد عثمان -رضي الله عنه- حتى استشهد وذلك باستغلال أتباعها للأخطاء التي وقعت في حكم هذا الصحابي الجليل, وبعد استشهاده انتهجوا نهجا" جديدا" وذلك في الدخول في الفتنة التي حدثت بين الصحابة حول الحكم ,حيث قام ثلة من أتباع الفرس بادعاء النصرة لعلي -عليه السلام- والذي للأسف قد خدع عليه السلام في هؤلاء الأنذال, وأقول هنا أنه خدع لأني لا أقول بعصمته التي يزعمها الروافض ولكني رغم ذلك أجزم بأن عليا" قد ظلم من قبل الفئة الباغية -فئة معاوية- التي انقلبت على هذا الإمام الفاضل بدعوى الأخذ بثأر عثمان ولا أرى في ذلك إلا خطأ" جسيما" قد ارتكبوه وأمرهم إلى الله, أعود لأقول بأن أهل الكوفة قد خدعوا الإمام وخذلوه بعدما لجأ إليهم, ومن أراد التأكد فليرجع لخطبته -عليه السلام- في أهل الكوفة الذين شبههم فيها بأشباه الرجال..!

والتاريخ يكرر نفسه فبعدما استغل أولئك الأقزام حاجة علي لهم, فقد استغلوا أيضا" حاجة الإمام الحسين عليه السلام لهم بعد ما ادعوا للمرة الثانية ولائهم له ضد يزيد ابن معاوية الذي اتفق أكثر المؤرخين على فساد نظامه الذي أخذه بالوراثة لأول مرة في التاريخ الإسلامي, فقد خدعوه عليه السلام وذلك عندما تفرقوا عنه وتركوه ضحية للملاعين من أتباع يزيد, وهاهم الحمقى منهم يلطمون ويطبرون من شدة الندم في مشهد هو الأقرب لطقوس اليهود, مع اعتذاري للمخدوعين وأصحاب النيات الحسنة منهم, ولا أنمي سهولة خداع الأنذال لآل البيت إلا لتقاعس بعض الصحابة رضوان الله عليهم عن نصرتهم للأسف وذلك رغبة منهم في الإبتعاد عن الفتن وهو اجتهاد خاطئ ولا ريب كما هو اجتهاد عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- في قتال علي -عليه السلام- وهي زوج النبي عليه أفضل الصلاة والسلام في الدنيا والآخرة, ولكن إرادة الله وحكمته فوق كل شيء فسبحان الله.

أعود هنا وأقول أن هذا النهج الذي اتبعه هؤلاء الحاقدون على الإسلام والعروبة قد استمر إلى أن سخر الله القائد الشهيد صدام-رحمه الله- فكان لهم كالشوكة في حلوقهم وقد هزمهم شر هزيمة في معركة القادسية الثانية أو (قادسية صدام)وذلك كان بتاريخ 8 - 8 - 1988م .
وكان هذا النصر دليل على قوة هذا الرجل رغم كل المؤامرات, وسبحان الله فقد وصل هذا القائد إلى الحكم عند استيلاء الروافض المتشددين على الحكم في بلادهم ومحاولاتهم الجاهدة لتصدير الثورة الخمينية المشؤومة ولكن هذا الرجل كان لهم ولثورتهم بالمرصاد حتى توفي الخميني وضعفت شوكتهم, إلا أن كيدهم لم يضعف ولم يفتر حتى حانت الفرصة الثمينة وذلك بخطأ صدام القاتل في غزوه للكويت عام 90م, وتلك كانت بداية النهاية لنظام هذا الرجل النادر الذي استعصى على الغرب ولم يستطيعوا إسقاطه رغم كل محاولاتهم وسعيهم الحثيث لذلك.
وهنا سأقول أمر ربما لم يسبقني إليه الكثير إلّم أكن الوحيد الذي أصرح به وهذا الأمر هو أن تفسيري المنطقي لسبب الكارثة التي وقعت عام 90 هو أن الرجل قد تعرض للسحر من قبل هؤلاء الأشرار ولا ريب, ولكن مهلا"..قبل أن تستعجلوا في السخرية مما أقول , فلتنظروا معي للحقائق التالية :
1- تاريخ هؤلاء الفرس الروافض في دس السحر لكل من يثير غضبهم.
2- أن صدام كان حاكما" فرديا" بلا منازع وأن أوامره كانت إلى حد ما غير قابلة للنقاش.
3- التصرف الغريب الذي قام به النظام حينما أرسل الطائرات إلى إيران لكي تخبأها لديها وهي العدو اللدود!!!
4- التخبط الذي وقع فيه النظام حتى آخر لحظاته في تبريره للغزو!
5- أضف إلى ذلك كله التطور الهائل في فكر صدام العلماني أصلا" حيث انقلب إلى التدين قبل أو أثناء معركة (أم المعارك) وهذا يعني لجوءه إلى الله بعد اقتناعه أن البعد عن الدين كان سببا" في (سحره) وهذا مايحصل لمعظم المسحورين.
والله أعلم.

عموما" فبالرغم من الإنسحاب العراقي من الكويت إلا أن المتآمرين لم يستطيعوا التقدم أكثر لعلمهم أن العراق عندما انسحب من الكويت فليس لضعفه الشديد بل لعدم إيمانه بالمعركة التي يخوضها في الكويت وبالتالي فتقدم القوات الغربية لداخل العراق كان يعني الجحيم لأنها المعركة الحقيقية التي سيخوضها النظام, وهنا أيضا" كان للفرس دور في الخسة والنذالة أبو إلا أن يقوموا به وهو ماحدث في الجنوب في صفحة الغدر والخيانة التي أسموها الثورة الشعبية التي أرسل فيها الحرس الثوري لدعم العملاء في الجنوب وذلك لفصل الجنوب وضمه لإيران, والغريب أنهم قد طلبوا من القيادة العراقية أثناء غزو الكويت ألا تنسحب من الكويت وأنهم سيرسلون الحرس الثوري-كما صرح قائد الحرس الجمهوري العراقي- لدعمهم في الكويت! , وهم فعلا" قد أرسلوا الحرس الثوري ولكن إلى مكان آخر!!, ومع ذلك فقد خاب مسعاهم فسرعان ما أخمدت فتنتهم على أيدي أبطال الجيش العراقي ولم تستطع حتى قوات (تحالف الشر) التدخل لدعمهم وذلك لخوفهم على أرواح جنودهم.

ولكن رغم قوة النظام حينها إلا أن الإنهيار قد بدأ يدب في أركانه رويدا" رويدا", وذلك بمساهمة العرب للأسف مخدوعين بأكاذيب الصليبيين الجدد الذين أرادوا هم الآخرين النيل من ذلك العملاق بعد إسقاطه لأنه لم يكن الصخرة المستعصية على الصفويين فقط, بل كان أيضا" الجبل الذي وقف أمام كل مؤامرات الصهاينة والصليبيين على الأمة وذلك في العديد من المواقف ومنها دعمه للسودان -دونا" عن كل العرب- ضد الثورة الجنوبية الصليبية المدعومة من اليهود والصليبيين, إضافة إلى احتضانه للعلماء العرب ومنهم العالم المصري يحي المشد الذي اغتاله الموساد خوفا" من عقليته الفذة, وغير ذلك من الإنجازات الرائعة في عهد القائد الشهيد والتي لم يكتب لها الإستمرار, ولكن أنا أريد وأنت تريد والله يفعل مايريد.

طبعا" توالت الأحداث وفرض الحصار الذي أوهن قوى العراق العظيم رغم أن صموده لإثنى عشر عاماً يدل على مدى قوته ولكن بعد أن تأكدوا من ضعفه كشر الشياطين عن أنيابهم وبدأوا الهجوم على مجد العراق وبتآمر صليبي مجوسي واضح وكل له مصلحته في الحرب.

وما يهمنا هنا هو المصلحة الفارسية المجوسية التي وصل أتباعها في العاشر من ذي الحجة 1427هـ إلى ما وصل إليه قدوتهم (أبو لؤلؤة), وهذا التاريخ المحدد بخبث هو كما نعلم عيد المسلمين وهذا فيه إصابة للأمة في مقتل فضلا" عن أنه عيد الأضحى وانظر إلى مغزى أن يكون عيد (الأضحى)!!, وما هذا إلا تجسيدا" بينا" لمدى المؤامرة ولمدى الحقد البغيض على هذه الأمة والموروث عن قدوتهم ذلك اللعين سيء الذكر, والجميع يعلم أنه بعد اغتيال القائد صدام بل بعد سقوط نظامه مباشرة قد أعاد التاريخ نفسه مجددا" ليتحرر الفرس الحاقدين من القيد الذي طالما أضناهم ولتبدأ الفتن التي ضاع فيها الحق مع الباطل وقتل فيها البشر لايعلم المقتول فيما قتل ولا القاتل فيما قتل! فلا حول ولا قوة إلا بالله.


أخيرا" وبعد كل هذا السرد الطويل أعود لأصل الموضوع لأضع تشبيهي للشهيد -بإذن الله- صدام حسين المجيد
بالخليفة الشهيد عمر ابن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه وقد أصبح وجه الشبه واضحا" وضوح الشمس لكل منصف ,
فالإثنان كانا بابين منيعين استعصيا على الحاقدين من المجوس خاصة" ومن غيرهم لفترة طويلة , كما أنهما أهانا دولة فارس في معركتين تحملان نفس الإسم, و كانت نهاية الإثنين هي الإغتيال وفي نفس الشهر الهجري وعلى أيدي الفرس المجوس انفسهم , و كان اغتيال كل منهما هو بمثابة الكسر لذلك الباب الذي انجرفت عبره الفتن والأهوال كأنما هي الفيضان .

أقول أن هذا التشبيه واضح للمنصفين أما من يرون فيه تجاوزا" وتعديا" على عمر لأن صدام كان علمانيا" فأقول لهم .. صحيح أن صدام كان مسلما" علمانيا" في سالف عهده ثم التزم بالدين كليا" بعد ذلك, أما عمر رضي الله عنه فقد كان كافرا" كفرا" صريحا" ومعاديا" للمسلمين ولكن إسلامه قد جب ما قبله ورفعه لمرتبة الصحابي الجليل, كما أن تشبيهنا لرجل من هذا العصر -قد بلغ ما بلغ من المكانة- بصحابي جليل ليس اختلاقا" ولا ابتكارا" من عندي بل هو اقتداء بما فعله الرسول مع شخص لا يقارن في عمله حتى بصدام نفسه فما بالك بعمر أو بأبي بكر.. قال صلى الله عليه وسلم:
((لا تقوم الساعة حتى توجد المرأة نهارا تنكح وسط الطريق لا ينكر ذلك أحد فيكون أمثلهم يومئذ الذي يقول: لو نحيتها عن الطريق قليل، فذلك فيهم مثل أبي بكر وعمر فيكم))..!

اللهم تقبل صدام شهيداً وارحمه واعف عنه وتجاوز عن خطاياه.

الخميس، 24 يوليو 2008

الهيئة .. مرةً أخرى !!

كنت أتحدث مع أحد الأصدقاء غير المحسوبين على التيار الديني فهو شاب عادي جداً كالكثير من الشباب الذين تغلبهم الدنيا في كثير من الجولات إلا أنه مازالت عروبته و حميته و تربيته الدينية حية صامدة مهما حاولت المغريات و الفتن وأدها فيه ..
المهم .. أن حديثنا كان عن مشهد رءاه في أحد الأسواق كان فيه الشاب الوسيم "الأجنبي" يتبادل الضحكات و الكلمات و حتى بعض الحركات مع فتيات جريئات وقحات و أمام الناس في ذلك المحل , هذا المشهد أشعر صديقنا بالخجل -رغم ذكورته- فيقول أنه أخذ مشترياته بسرعة و انصرف بسبب الحياء و الخجل من ذلك المشهد الذي أصابه خاصةً و أن هذا الأمر كان يحدث عند مكتب المحاسب !!
ما أود قوله و ما قلناه سويةً أنا و صديقي هو أين دور الهيئة في هكذا مواقف ؟!
لماذا اكتفى "بواسل" الهيئة بمطاردة ما بطن من الفساد و ترك ما ظهر بل و ما خزق الأعين من شدة وضوحه ؟!
حقاً .. ما الذي حل بهيئة "زمان" التي كان شغلها الشاغل هو فساد الأسواق الذي هو أساس كل فساد تقريباً والجميع يعرف صحة ما أقول ؟!
لماذا لجأ "الجيل الجديد" من أفراد الهيئة الى مطاردة السيارات و نحو ذلك من "الصيدات" السهلة إن صح التعبير ؟!
لماذا تجدهم في كل واد و شقق مفروشة يهيمون رغم غموض و ستر ما قد يقع بها من فساد ؟!
لماذا لم نعد نجدهم في أسواقنا ناصحين محذرين ؟!
هل سئموا النصح و الأعمال الشفوية الطيبة و الرائعة ؟!
هل وجدوا في القبض على شاب وفتاة مستورين -بشكل أو بآخر- و إركابهم "الجمس" و التحقيق معهم في أدق الأمور و من ثم إطلاقهم بكفالة .. أقول هل وجدوا في كل ذلك أهدافاً "دنيوية" تستحق أن يضحوا لأجلها بأمور كثيرة أنجع دينياً و أخلاقياً ؟!
تحدثت أو انتقدت أو تساءلت هنا عن حقائق و عن واقع أنا مقتنع به و سأكتفي بذلك و لن أتطرق إلى الإشاعات التي أسمعها عن تجاوزات هذا الجيل الجديد "الأخلاقية" لأنها لم تثبت بعد و لذلك فهي لازالت في هامش البحث , وإن كنت مبدئياً أعرف الإفتراءات و الدعاوى الكيدية التي تنشرها بعض الساقطات ومن على شاكلتهن من الذكور من أجل الإنتقام من أفراد الهيئة .
أقدم انتقاداتي كالعادة و أنا أعلم أنها ستغضب الطرفين و مع ىذلك فأنا أنتظر النقاش البناء الذي يريد الحل و ليس "الإنتصار المزيف".

الثلاثاء، 15 يوليو 2008

الهيئة فقدت هيئتها .. بانتظار أن تفقد هيبتها..!! *

كثر الحديث مؤخراً عن (الهيئة) سلباً وإيجاباً , فما أن تجد خبراً

في جريدة يتهم الهيئة تصريحاً أو تلميحاً إلا وتجد خبراً في أخرى

يثني على إحدى بطولات الهيئة , وما أن تجد مقالاً يشيطن أفرادها

إلا وتجد مقالاً آخر (يملإكهم)!.

إلا أن المتابع لهذه النقاشات بتمعن يجد دائماً أن كل نقاش حول

(الهيئة) هو نقاش ذو بعدين في أغلب الأحوال ..

البعد الأول يكون دائماً حول نقد تصرفات الهيئة سواء بالسلب أو

بالإيجاب حيث أن الهيئة إن أصابت فهناك الكثير ممن يشكرها ويثني

على دورها وعلى أفرادها , وإن أخطأت فهناك الكثير أيضاً ممن يدينها

ويدين دورها وأفرادها.

أما البعد الثاني للنقاش -وهو الأهم- فهو حول النظرة للهيئة بمفهوم

العواطف والأفكار المسبقة , حيث يكون هناك طرف قد استغل فرصة

(حرية النقد) التي أتيحت مؤخراً لكي يُنفس عن كل الكبت والإحتقان

الذي عاش بداخله فترة طويلة من الزمن ويخرجه الآن بصورة "شرسة ومتهورة"

لاتنظر إلا للسلبيات إن حصلت وإلا .. فالتلفيق هو منهجهم , و هذه الفئة

ليست مستعدة للتسامح مع هذا الجهاز ولو زرعت الهيئة وروداً ووزعتها

في (عيد الحب)!.

وهناك طرف معاكس يعاني من حنق وقهر شديدين بسبب " الحصانة "

التي تمتع بها لفترة طويلة من الزمن وهاهي اليوم تنتزع منه دون أدنى

رحمة , تلك الحصانة بل و "العصمة" التي أكسبته هيبة تجاوزت هيبة

الكثير من أجهزة الدولة , وأكبر دليل على تلك الهيبة التي نالها هذا الجهاز

أن هذه (الهيئة) هي الهيئة الوحيدة من هيئات البلد الكثر التي يكتفي المرء

بذكر أول كلمة من اسمها ليفهم الجميع نوع الهيئة المراد الحديث عنها ,

فكلمة (هيئة) تكفي للتعبير عمّا بعدها وليس العكس كبقية الهيئات !!.

ومن هنا فمن تعود لفترة طويلة جداً على عدم النقد لتصرفاته -إلا إيجاباً-

مهما كانت سيئة يستحيل أن تجده يتقبل اليوم بكل بساطة النقد السلبي

فضلاً عن الهجمة الشرسة غير المبررة أحياناً لتي يتعرض لها الآن , وبالتالي

فردة فعله على هذه الهجمة هي ردة فعل متهورة ومرتبكة في كثير من

الأحيان , والمراقب لتصرفات الكثير من أفراد هذا الجهاز في الآونة الأخيرة

يجد أن ما يقومون به ليس أمراً بمعروف ولا نهياً عن منكر -مالم تـكـن أحياناً

هي المنكر بعينه !- بل لايجد في كل تصرف لأولئك "الكثير" إلا مايمكن تفسيره

بأحد أمرين .. إما جولة من جولات حرب أو محاولة رعناء لإخفاء الضعف الواضح

الذي اعترى هذا الجهاز مؤخراً , وكم أخشى أن تكون هذه التصرفات هي أول

علامات الإنهيار لهذا الجهاز ..

إلى الأبد!!
---------------
*هيئة الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر في المملكة العربية السعودية

الأربعاء، 2 يوليو 2008

كأنما أصابنا الشلل*

في نظرةٍ سريعةٍ نحو الشمال
رأيت آلام العراق
رأيت غزة و الخليل
رأيت ويلات الفراق
.............................
في نظرةٍ سريعةٍ نحو الشمال
رأيت ...
أعظم الرجال
رأيت أشرف النساء
يسكبن دمعاً كالدماء
.............................
في نظرةٍ سريعةٍ نحو الشمال
رأيت برداً قارساً
رأيت جوعاً كل يوم
رأيت أطفالاً تنام بلا غطاء
سوى السماء
الأرض دوماً فرشهم
والبيت ليس سوى العراء
وإن هزمهم المرض
فلا دواء
.............................
في نظرةٍ سريعةٍ نحو الشمال
رأيت ليلاً دائماً
غادره حتى القمر..
يافرحتي!!
اليوم منتصف الشهر..
ياحسرتي!!
فلا أرىسوى الهلال!
البدر فارق الرمال
والنور غطته الظلال
ولا أرى سوى الهلال..
سرعان ما يغيب
كغيبة السلام
فيهجم الظلام
.............................
في نظرةٍ سريعةٍ نحو الشمال
رأيت طفلاً باكيا..
وماالذي أبكاك يابني؟!
فقال كان لي أبٌ
وكان عندي عائلة..
لكنهم ...قلت كفى!!
لن أحتمل
فما تريد قوله
إلى الفؤاد قد وصل..
دع عنك هذا يا بني
ولتلتفت..
إلى "الأمل"..
وحينها..
بادرني بنظرةٍ
ثقيلةٍ
غريبةٍ
لا تعني إلا الإحتقار
لسان حاله يقول
هل أنت ياهذا "حمار"؟!
أين الرجولة يابطل؟!
وحينها انتفضت في خجل
أردت أن أُدعِّم الكلام
بقوة العمل..
طبعاً أنا ..جبان
أريد أن أعيش في أمان..
فالأكتفي إذاً..
بأضعف الإيمان!
فقلت هات خدك الجميل
فقط أريد أن..
أكفكف الدموع..
ياويلتي!!
يداي لاتقوى على الحراك
حتى على مسح الدموع؟!!
كأنما..
أصابها الشلل!!
.............................
*هي محاولة شعرية كنت قد شاركت بها في بعض المنتديات

الجمعة، 27 يونيو 2008

الرجل و المرأة و "نوعية التركيز"

كثر الحديث عن قضية المساواة بين الرجل والمرأة وظلم المرأة من قبل المجتمع بل و من قبل الدين كما ينادي بعض المغرضين واتباعهم من المخدوعين , لن نكرر ما نسمعه يوميا" من المزاعم والمزاعم المعاكسة حول حقوق المرأة و مساواتها بالرجل ولكننا هنا سنتحدث عن حقيقة الأمر وعن السر وراء التفريق بين المرأة و الرجل في بعض الأمور في المجتمع و في الدين أيضا" و نسأل الله أن يوفقنا إلى قول الحق و أن يلهمنا الصواب و أن يجنبنا وسوسة الشياطين أعاذنا الله و إياكم منها إنه هو السميع العليم .
لنعلم بادئ ذي بدء أن هناك فرق بين الرجل و المرأة و أنه في كتاب الله أن {لَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى} و قد ذُكر الكثير من أسباب التفريق بينهما منها ما هو صائب و منها ما هو مجرد افتراءات لا أساس لها ولكننا في هذا المقال سنتناول نقطة هامة بل هي من أهم نقاط التفريق بين الرجل و المرأة و لها دور كبير في الكثير من جوانب التفريق بينهما كما سترون , فقد أُلهمت بهذه الفكرة و نسأل الله أن يكون إلهاماً صائباً و إن كنت مخطئاً فهو من الشيطان و من نفسي فأرشدوني إلى خطأي .
النقطة التي سنتحدث عنها هي (نوعية التركيز) لدى كل طرف , فنوعية التركيز لدى المرأة مختلفة عنها لدى الرجل , و لا أتحدث هنا عن الشدة أو الضعف بل أتحدث عن (النوعية) أو (الكيفية) أي أن التركيز لدى الرجل مختلف عنه لدى المرأة من حيث النوع , فنوع التركيز لدى الرجل يؤهله للسيطرة (المقبولة) على عدة أمور في نفس الفترة بينما تركيز المرأة يؤهلها للسيطرة (الشديدة جدا") على أمر واحد فقط , وهذا ما أعنيه بالإختلاف في (نوعية التركيز) , فمن الممكن للرجل أن يركز في أكثر من جانب من جوانب أي أمر في حياته وهذه مسألة نسبية بالطبع فقد يزيد مستوى التركيز لدى بعض الرجال وقد يقل أو ينعدم لدى البعض الآخر وإن كانوا أقلية ، أما بالنسبة للمرأة فهي يستحيل أن تركز إلا في جانب واحد فقط من أي أمر في حياتها ويصعب عليها التركيز في بقية الجوانب فتضطر غالبا" لإهمال تلك الجوانب أو التعامل معها بشيء من عدم الموضوعية أو التعامل الخاطئ ، ولكن العدل الإلهي جعل تركيزها في الجانب الوحيد يفوق تركيز الرجل بمراحل عديدة وهذه بالطبع هي مسألة نسبية أيضا" بين النساء . وانطلاقا" من هذه النظرية نستطيع الإجابة على العديد من الأسئلة أو التساؤلات التي نواجهها حول المرأة والرجل ، ومن هذه الأسئلة هو لماذا يتهمن النساء بـ(نقص عقولهن!) رغم أننا من جهة أخرى نجدهن يبدعن ويتميزن في مجالات عدة بل ويتفوقن على الرجل في الكثير من الأحيان؟! الجواب طبعا" هو فقط في مسألة (نوعية التركيز) و ليس غير ذلك ، و لكن قبل التفصيل سنضيف سؤالاً آخر مهم أيضاً و هو لماذا المرأة المتدينة تكون أكثر التزاماً و تديناً من الرجل المتدين أيضاً ؟! وهنا نقول أن السر يكمن في (نوعية التركيز) فكل مجال تركز فيه المرأة لابد أن تبدع فيه وأن تتقنه بشكل كبير و لكن ذلك سيكون على حساب أمور أخرى وستفسر تصرفاتها في تلك الأمور بأنها (نقص عقل) و ماهي إلا قضية (عدم تركيز) لا أكثر , سؤال آخر أهم وهو لماذا أباح الشرع للرجل أن يتزوج أكثر من واحدة ؟ والجواب هو أن الرجل يستطيع التركيز في أكثر من جهة كما قلنا ، ولكن لنتعمق أكثر في السؤال ونقول لماذا الإباحة اقتصرت على أربع كأقصى حد واشترطت القدرة على العدل ؟! الجواب أيضا" أن أقصى تركيز للرجل هو على أربع زوجات لا أكثر وهذا في الحقيقة قليل الحدوث أصلا" فليس كل الرجال يملكون هذه القدرة العظيمة ولذلك فقد أتى شرط العدل لأن العدل لايكون إلا عند القدرة على التركيز في أمور الزواج فمن الرجال من لايستطيع التركيز إلا على متطلبات زوجة أو أسرة واحدة ومنهم من يستطيع أكثر من ذلك إلا أن أقوى الرجال تركيزا" سيتوقف عند الرابعة وهذا قليل كما ذكرنا ، إلا أن هذا يقودنا إلى سؤال آخر وهو لماذا إخلاص المرأة إن أخلصت لزوجها يفوق كثيرا" إخلاص الرجل إن أخلص هو أيضا" ؟ الجواب هو كالعادة في (نوعية التركيز) فتركيز المرأة لايمكن أن يكون إلا على رجل واحد في حياتها - كحبيب - وبالتالي فإخلاصها له يكون شديد جدا" وذلك عكس الرجل الذي يستطيع -نسبيا" كما أسلفنا- أن يوزع محبته على أكثر من زوجة ، و بغض النظر عن مستوى المحبة لكل واحدة الا أن هذا الأمر من إمكانيات الرجل بينما قضية توزيع المحبة يستحيل أن توجد لدى المرأة فهي لا تستطيع إلا أن تركز كل عاطفتها على رجل واحد فقط ، ولذلك يزيد إخلاصها له عن إخلاصه لها.
وآخر القول و أوله .. بسم الله الرحمن الرحيم
{وَلاَ تَتَمَنَّوْاْ مَا فَضَّلَ اللّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبُواْ وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُواْ اللّهَ مِن فَضْلِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً}