BBC news

أهلاً بكم إلى هذه المدونة الفكرية .. نرجو إبداء آرائكم حول المواضيع المطروحة بترك تعليق في المكان المخصص لذلك أو عن طريق رسالة الى abduflos@gmail.com

الاثنين، 15 ديسمبر 2008

غزة .. معاناة في زمن الصمت

الساعة الان الثالثة صباحاً وكان اليوم السادس من "العدوان الصهيوني على غزة" قد رحل منذ ثلاث ساعات وها نحن نستقبل اليوم السابع , وها نحن على مشارف "الحرب البرية" في مرحلة جديدة للعدوان بعد أن قضى أكثر من 420 شهيدا وقارب المصابون الثلاثة آلاف جراء القصف الجوي المتوحش والمجرم على بيوت الله وبيوت الخلق وعلى المقرات المدنية , كل هذا ونحن نحن , لم نتغير لاقبل ولا بعد !.

لم أستطع الكتابة فيما مضى عما يحدث في غزة لأني حقيقةً أحسست أن ما يحدث لأبناءها من هجمة خبيثة وجبانة لم يعد مجالا للكتابة منا نحن العرب بل إن واجبنا صار أكبر فالموقف صعب بل هو خطير وخطير للغاية ، ولكن بعد أن قررت الكتابة -على مضض- وجدت أن لساني أو بالأحرى يدي مرتبكة وربما عاجزة عن وصف مايدور في ذهني من أفكار متناثرة احياناً ومختلطة أحياناً اخرى! فالأمر متشعب جدا فهو سياسي وقومي وعقائدي وإنساني في آن معا.

بداية اسمحولي أن أسجل استغرابي الشديد من تفاجؤ "حماس" بالضربة الصهيونية الأولى! ، لقد شاهد الجميع جيش العدو وهو يحشد قواته أمام "غزة" ، وسمعوا "ليفني" وهي تطلق تهديداتها الصريحة والواضحة باستئصال الحركة ، وقد شاهد الجميع العدو وهو يُجهد دبلوماسييه في الأمم المتحدة من أجل تبرير ماينوي القيام به ، موزعاً بياناته في أروقتها ، وهذا العمل بالذات هو ما أكد لي أن المسألة هي مسألة وقت فقط ، وأكد لي أيضا أن العملية لن تكون عملية "عادية" بل أن العدو جاد هذه المرة في "استئصال" الحركة من جهة و المقاومة بشكل عام من جهة أخرى , أي أنه سيصنع المستحيل من أجل ذلك , وإن كنت على ثقة تامة أن مسعاه سيخيب , كما أن ما أكد لي أيضاً حقيقة و قرب ما تنويه إسرائيل هو الدعوة المصرية الغريبة للحوار الفلسطيني رغم كل نذر الحرب التي تلوح في الأفق , خاصة و أن "القاهرة" نفسها كانت مسرحاً لبعض تلك النذر من خلال تهديدات "ليفني" التي ذكرتها سابقا! , وفي الحقيقة شعرت حين سماع تلك الدعوة أن في الأمر خدعة واضحة لـ"حماس" من أجل إيهامها بأن الأمور مستقرة و لا داعي للحذر من تهديدات العدو, وهذا ليس اتهاماً لأحد بل هو مجرد "شعور شخصي" قد يصيب و قد يخطئ .
و إذا كان هذا هو شعوري و أنا مجرد شخص عادي بعيد عن أجواء السياسة و كواليسها فهل يعقل أن هذا الأمر لم يخطر ببال قادة "حماس" كي يخلو مواقعهم الأمنية و حتى بعض المواقع المدنية الحساسة ؟!
هل خدعتهم حيلة "الحوار" فصدقوا أن قيام العدو بحرب حقيقية و عنيفة هو أمر مستبعد ؟!
اما وقد حدث ما حدث ووقعت الواقعة فنحن مع حركة "حماس" قلباً وقالبا ومع كل الشعب الفلسطيني الكريم و كل فصائل المقاومة البطلة .

نعود للأحداث ..
كانت الضربة الأولى التي تلقاها أفراد الشرطة ظهر السبت مؤثرة جداً بل كان لها وقع الصاعقة على الجميع , و هذا ما أراده العدو تماماً لعدة أهداف باتت متكررة في جميع جرائمهم سواءً في غزو العراق أو لبنان أو غزة , و أهم هذه الأهداف هي مفاجأة الخصم و إرباكه , و صدم الرأي العام العربي كي يهتز ومن ثم يفتر ويتعود على القادم , وهنا أود القول أن هذا الضربة ما كانت لتكون بهذا العنف لو أن حكومة "حماس" قد أخلت مواقعها الهامة مبكراً , و لكن مهما يكن فكلي ثقة أن هذا الهدف الذي ظن العدو أنه حققه لن يكون إلا وبالاً عليه و أن مكرهم سيحيق بهم , فلا المقاومة سترتبك و لا الجماهير العربية ستفتر كما في السابق .

في نفس اليوم كانت هناك مقابلة "وليد العمري" مراسل قناة "الجزيرة" مع صهيوني مسئول عن أمن المستوطنين وكان ذلك المسئول متبجحاً غاية التبجح وكان يفتخر بالنصر الذي سطره "جيش الدفاع" ضد أفراد الشرطة الأبرياء في القصف الأول! , كما كان يحرض الجيش على الإستمرار في جرائمه ضد الشعب الأعزل في غزة , وكان يعبر عن مدى فرحته بما حدث لدرجة أنه ذاهب للأحتفال و سماع الموسيقى! , وهذا هو أكبر دليل على خسة و قذارة هؤلاء الصهاينة , فهم لا يعرفون معنىً للسلام و لا التعايش مع العرب , ولا يعرفون سوى الحقد على هذه الأمة , فطالما كفة القوة في صالحهم فلن يرحموا منا كبيرا و لاصغيرا ولن يوفروا منا شريفا ولا حتى عميلا , ولكن أتمنى أن نسمع رأي ذلك المتبجح بعد أن تبدأ قوة العدو في الإنهيار وخسائره في الإرتفاع أمام ضربات المقاومين في الحرب البرية , حتماً سيتغير رأيه ورأي الكثير من أمثاله في الأرض المحتلة , فسنتفاجأ بدعوتهم لإنهاء الحرب وترك الفرصة للـ"سلام" و "التفاوض" بعد أن بدأوا يألمون نتيجة اتساع مدى الصواريخ الفلسطينية!!.

ما يحز في نفس كل عربي غيور على أمته بل وكل إنسان لديه ضمير حي هو استمرار "قفل المعابر" من الجانب المصري أمام المساعدات الغذائية والطبية المتجهة للمنكوبين في غزة , وهذه المعابر هي شريان الحياة الوحيد الذي تبقى للـ"غزاويين" بعد أن قطعوا عن العالم , خاصة و أن المعابر الأخرى هي من جهة العدو! , إذاً لماذا هذا الظلم والجور الفاحش من قبَل الأهل في مصر ضد أبنائهم في غزة؟! , هل الإلتزام بما تسمى "الإتفاقيات الدولية" أهم من الإلتزام بمبادئ الشرف والدين والكرامة والإنسانية؟! , و التسائل الأكثر مرارة هو لماذا تستمر نفس الحكومة في تصدير الغاز الى العدو وبسعر مخفض؟!! , أليس كل مايحدث هو مساهمة واضحة وصريحة في "المحرقة" الصهيونية ضد أبناء غزة؟! , وحتى لو رضخت الحكومة المصرية للضغط الشعبي العربي وتفضلت مشكورة بإدخال المساعدات بـ"القطّارة" للمحتضرين في غزة فهذا لن يكفي أبدا , لابد من فتح المعابر أمام كل المساعدات الإنسانية –على الأقل- وبشكل دائم , وهذا المطلب هو مطلب عاجل و "واقعي" فقط ولكنه ليس كل مايتمناه المرء.

من المشاهد التي حتماً قد أبكت كل ذي قلب رحيم هو مشهد الفتيات اللواتي استشهدن تحت سقف منزلهن المنهار ومشهد أختهن التي كانت تقاوم الموت رغم صغر سنها بكل صبر وكل شجاعة أثناء رفع الأنقاض عنهن وهي التي نطقت الشهادة وطلبت من شقيقاتها التشهد قبل وفاتهن كما ذكرت لاحقاً , وهذا الموقف الشجاع تكرر أيضاً من أمها الصابرة والتي حمدت الله على ماحدث واحتسبتهن شهيدات عند ربهن , وهذا ليس بمستغرب من المؤمنين والمؤمنات وليس بمستغرب من "شعب الجبارين" .

كنت أتمنى لو أعرف مشاعر الحكام "العرب" وكنت أود مطالبتهم كالعادة بموقفٍ ما مما يحدث و لكني قررت أن أوفر على نفسي جهد الكتابة في ذلك إذ لا حياة لمن تنادي و بالتالي فالضرب في الميت حرام! , ولكن ما أود ذكره في هذا الجانب هو سؤال يدور في ذهني , وهو هل كلمة "قائد" يجوز إطلاقها على كل من كان حاكماً لبلد ما أم أن هناك صفات و مواصفات يجب أن تنطبق على الشخص حتى يسمى قائدا؟! , وإن كان الجواب هو الأخير فهل هناك "قادة عرب" أصلاً حتى نطالبهم بعمل ما تقتضيه قيادتهم لهذه الأمة؟!.

سأنتقل الآن للتبرير الصهيوني لعدوانه وجريمته وما إن كانت قضية "إطلاق صواريخ" حقاً أم شيء أكبر من ذلك , في الحقيقة ان القضية هي قضية استهداف للمقاومة و للمشروع المقاوم بشكل عام , سواءً في "فلسطين" أو "العراق" أو "لبنان" أو غير ذلك , ثم أن إطلاق الصواريخ الفلسطينية على المستوطنات هو ذاته رد فعل ورد فعل متواضع جداً على جرائم الكيان الصهيوني وليس اعتداءً بأي شكل من الأشكال , وعليه فمسألة "الصواريخ" الفلسطينية ليست سوى تغطية على الهدف الحقيقي , وحتى ان انتفت مسألة الصواريخ فهناك ألف طريقة وطريقة للتغطية , وإن اقتضى الأمر فاختراع كذبة وتسويقها ليس بجديد على هذا العدو , وما "اسلحة الدمار الشامل العراقية" عنا ببعيد! , إذاً فالتعامل مع كل عدوان على هذه الأمة على أنه عمل مستقل في كل مرة هو أمر غير صحيح وتحليل غبي إن إحسنا النية و"خبيث" إلم نحسنها! , فالعدوان على العراق هو ذاته العدوان على لبنان و هو ذاته العدوان على "غزة" , فالقضية هي إسكات الصوت المقاوم أينما وجد , و المخطط مستمر وإن تعرقل في المسير إلا أنه لم يتوقف بعد , وبالتالي فنصرة أبناء غزة هي نصرة حقيقية لكل العرب و المسلمين , وقضية "مصلحة" قبل ان تكون قضية عاطفة أو دين , ماذا وإلا فالدور قادم على الجميع دون استثناء , و سنكون أكلنا "يوم أكل الثور الأبيض"!.

هناك 3 تعليقات:

mahasen saber يقول...

عيد سعيد عليك وعلى كل احبابك

يا رب كل ايامك سعيده ومباركه

Unknown يقول...


thx

مؤسسه تنظيف

عمر عزت يقول...

كنت ابحث عن نموذج سيرة ذاتية احترافى كثيرا ولم اجد ما كنت ابحث عنه حتى تعرفت على هذا الموقع الرائع الذى قمت من خلاله بالحصول على نماذج كثيرة ومختلفة للسير الذاتية التى يمكننى التقدم بها لاى وظيفة .