BBC news

أهلاً بكم إلى هذه المدونة الفكرية .. نرجو إبداء آرائكم حول المواضيع المطروحة بترك تعليق في المكان المخصص لذلك أو عن طريق رسالة الى abduflos@gmail.com

الثلاثاء، 15 يوليو 2008

الهيئة فقدت هيئتها .. بانتظار أن تفقد هيبتها..!! *

كثر الحديث مؤخراً عن (الهيئة) سلباً وإيجاباً , فما أن تجد خبراً

في جريدة يتهم الهيئة تصريحاً أو تلميحاً إلا وتجد خبراً في أخرى

يثني على إحدى بطولات الهيئة , وما أن تجد مقالاً يشيطن أفرادها

إلا وتجد مقالاً آخر (يملإكهم)!.

إلا أن المتابع لهذه النقاشات بتمعن يجد دائماً أن كل نقاش حول

(الهيئة) هو نقاش ذو بعدين في أغلب الأحوال ..

البعد الأول يكون دائماً حول نقد تصرفات الهيئة سواء بالسلب أو

بالإيجاب حيث أن الهيئة إن أصابت فهناك الكثير ممن يشكرها ويثني

على دورها وعلى أفرادها , وإن أخطأت فهناك الكثير أيضاً ممن يدينها

ويدين دورها وأفرادها.

أما البعد الثاني للنقاش -وهو الأهم- فهو حول النظرة للهيئة بمفهوم

العواطف والأفكار المسبقة , حيث يكون هناك طرف قد استغل فرصة

(حرية النقد) التي أتيحت مؤخراً لكي يُنفس عن كل الكبت والإحتقان

الذي عاش بداخله فترة طويلة من الزمن ويخرجه الآن بصورة "شرسة ومتهورة"

لاتنظر إلا للسلبيات إن حصلت وإلا .. فالتلفيق هو منهجهم , و هذه الفئة

ليست مستعدة للتسامح مع هذا الجهاز ولو زرعت الهيئة وروداً ووزعتها

في (عيد الحب)!.

وهناك طرف معاكس يعاني من حنق وقهر شديدين بسبب " الحصانة "

التي تمتع بها لفترة طويلة من الزمن وهاهي اليوم تنتزع منه دون أدنى

رحمة , تلك الحصانة بل و "العصمة" التي أكسبته هيبة تجاوزت هيبة

الكثير من أجهزة الدولة , وأكبر دليل على تلك الهيبة التي نالها هذا الجهاز

أن هذه (الهيئة) هي الهيئة الوحيدة من هيئات البلد الكثر التي يكتفي المرء

بذكر أول كلمة من اسمها ليفهم الجميع نوع الهيئة المراد الحديث عنها ,

فكلمة (هيئة) تكفي للتعبير عمّا بعدها وليس العكس كبقية الهيئات !!.

ومن هنا فمن تعود لفترة طويلة جداً على عدم النقد لتصرفاته -إلا إيجاباً-

مهما كانت سيئة يستحيل أن تجده يتقبل اليوم بكل بساطة النقد السلبي

فضلاً عن الهجمة الشرسة غير المبررة أحياناً لتي يتعرض لها الآن , وبالتالي

فردة فعله على هذه الهجمة هي ردة فعل متهورة ومرتبكة في كثير من

الأحيان , والمراقب لتصرفات الكثير من أفراد هذا الجهاز في الآونة الأخيرة

يجد أن ما يقومون به ليس أمراً بمعروف ولا نهياً عن منكر -مالم تـكـن أحياناً

هي المنكر بعينه !- بل لايجد في كل تصرف لأولئك "الكثير" إلا مايمكن تفسيره

بأحد أمرين .. إما جولة من جولات حرب أو محاولة رعناء لإخفاء الضعف الواضح

الذي اعترى هذا الجهاز مؤخراً , وكم أخشى أن تكون هذه التصرفات هي أول

علامات الإنهيار لهذا الجهاز ..

إلى الأبد!!
---------------
*هيئة الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر في المملكة العربية السعودية