BBC news

أهلاً بكم إلى هذه المدونة الفكرية .. نرجو إبداء آرائكم حول المواضيع المطروحة بترك تعليق في المكان المخصص لذلك أو عن طريق رسالة الى abduflos@gmail.com

الجمعة، 27 يونيو 2008

الرجل و المرأة و "نوعية التركيز"

كثر الحديث عن قضية المساواة بين الرجل والمرأة وظلم المرأة من قبل المجتمع بل و من قبل الدين كما ينادي بعض المغرضين واتباعهم من المخدوعين , لن نكرر ما نسمعه يوميا" من المزاعم والمزاعم المعاكسة حول حقوق المرأة و مساواتها بالرجل ولكننا هنا سنتحدث عن حقيقة الأمر وعن السر وراء التفريق بين المرأة و الرجل في بعض الأمور في المجتمع و في الدين أيضا" و نسأل الله أن يوفقنا إلى قول الحق و أن يلهمنا الصواب و أن يجنبنا وسوسة الشياطين أعاذنا الله و إياكم منها إنه هو السميع العليم .
لنعلم بادئ ذي بدء أن هناك فرق بين الرجل و المرأة و أنه في كتاب الله أن {لَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى} و قد ذُكر الكثير من أسباب التفريق بينهما منها ما هو صائب و منها ما هو مجرد افتراءات لا أساس لها ولكننا في هذا المقال سنتناول نقطة هامة بل هي من أهم نقاط التفريق بين الرجل و المرأة و لها دور كبير في الكثير من جوانب التفريق بينهما كما سترون , فقد أُلهمت بهذه الفكرة و نسأل الله أن يكون إلهاماً صائباً و إن كنت مخطئاً فهو من الشيطان و من نفسي فأرشدوني إلى خطأي .
النقطة التي سنتحدث عنها هي (نوعية التركيز) لدى كل طرف , فنوعية التركيز لدى المرأة مختلفة عنها لدى الرجل , و لا أتحدث هنا عن الشدة أو الضعف بل أتحدث عن (النوعية) أو (الكيفية) أي أن التركيز لدى الرجل مختلف عنه لدى المرأة من حيث النوع , فنوع التركيز لدى الرجل يؤهله للسيطرة (المقبولة) على عدة أمور في نفس الفترة بينما تركيز المرأة يؤهلها للسيطرة (الشديدة جدا") على أمر واحد فقط , وهذا ما أعنيه بالإختلاف في (نوعية التركيز) , فمن الممكن للرجل أن يركز في أكثر من جانب من جوانب أي أمر في حياته وهذه مسألة نسبية بالطبع فقد يزيد مستوى التركيز لدى بعض الرجال وقد يقل أو ينعدم لدى البعض الآخر وإن كانوا أقلية ، أما بالنسبة للمرأة فهي يستحيل أن تركز إلا في جانب واحد فقط من أي أمر في حياتها ويصعب عليها التركيز في بقية الجوانب فتضطر غالبا" لإهمال تلك الجوانب أو التعامل معها بشيء من عدم الموضوعية أو التعامل الخاطئ ، ولكن العدل الإلهي جعل تركيزها في الجانب الوحيد يفوق تركيز الرجل بمراحل عديدة وهذه بالطبع هي مسألة نسبية أيضا" بين النساء . وانطلاقا" من هذه النظرية نستطيع الإجابة على العديد من الأسئلة أو التساؤلات التي نواجهها حول المرأة والرجل ، ومن هذه الأسئلة هو لماذا يتهمن النساء بـ(نقص عقولهن!) رغم أننا من جهة أخرى نجدهن يبدعن ويتميزن في مجالات عدة بل ويتفوقن على الرجل في الكثير من الأحيان؟! الجواب طبعا" هو فقط في مسألة (نوعية التركيز) و ليس غير ذلك ، و لكن قبل التفصيل سنضيف سؤالاً آخر مهم أيضاً و هو لماذا المرأة المتدينة تكون أكثر التزاماً و تديناً من الرجل المتدين أيضاً ؟! وهنا نقول أن السر يكمن في (نوعية التركيز) فكل مجال تركز فيه المرأة لابد أن تبدع فيه وأن تتقنه بشكل كبير و لكن ذلك سيكون على حساب أمور أخرى وستفسر تصرفاتها في تلك الأمور بأنها (نقص عقل) و ماهي إلا قضية (عدم تركيز) لا أكثر , سؤال آخر أهم وهو لماذا أباح الشرع للرجل أن يتزوج أكثر من واحدة ؟ والجواب هو أن الرجل يستطيع التركيز في أكثر من جهة كما قلنا ، ولكن لنتعمق أكثر في السؤال ونقول لماذا الإباحة اقتصرت على أربع كأقصى حد واشترطت القدرة على العدل ؟! الجواب أيضا" أن أقصى تركيز للرجل هو على أربع زوجات لا أكثر وهذا في الحقيقة قليل الحدوث أصلا" فليس كل الرجال يملكون هذه القدرة العظيمة ولذلك فقد أتى شرط العدل لأن العدل لايكون إلا عند القدرة على التركيز في أمور الزواج فمن الرجال من لايستطيع التركيز إلا على متطلبات زوجة أو أسرة واحدة ومنهم من يستطيع أكثر من ذلك إلا أن أقوى الرجال تركيزا" سيتوقف عند الرابعة وهذا قليل كما ذكرنا ، إلا أن هذا يقودنا إلى سؤال آخر وهو لماذا إخلاص المرأة إن أخلصت لزوجها يفوق كثيرا" إخلاص الرجل إن أخلص هو أيضا" ؟ الجواب هو كالعادة في (نوعية التركيز) فتركيز المرأة لايمكن أن يكون إلا على رجل واحد في حياتها - كحبيب - وبالتالي فإخلاصها له يكون شديد جدا" وذلك عكس الرجل الذي يستطيع -نسبيا" كما أسلفنا- أن يوزع محبته على أكثر من زوجة ، و بغض النظر عن مستوى المحبة لكل واحدة الا أن هذا الأمر من إمكانيات الرجل بينما قضية توزيع المحبة يستحيل أن توجد لدى المرأة فهي لا تستطيع إلا أن تركز كل عاطفتها على رجل واحد فقط ، ولذلك يزيد إخلاصها له عن إخلاصه لها.
وآخر القول و أوله .. بسم الله الرحمن الرحيم
{وَلاَ تَتَمَنَّوْاْ مَا فَضَّلَ اللّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبُواْ وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُواْ اللّهَ مِن فَضْلِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً}