BBC news

أهلاً بكم إلى هذه المدونة الفكرية .. نرجو إبداء آرائكم حول المواضيع المطروحة بترك تعليق في المكان المخصص لذلك أو عن طريق رسالة الى abduflos@gmail.com

السبت، 2 أغسطس 2008

باب "عمر" و .. باب "صدام" !!

السلام عليكم..





هناك مقولة أن (التاريخ يكرر نفسه) وهذه المقولة أجدها واضحة وجلية هنا في التشابه الكبير الذي يظهر بين دور الشهيد صدام حسين-رحمه الله تعالى- ودور الشهيد عمر ابن الخطاب رضي الله تعالى عنه, واسمحوا لي الآن أن افصل الأسباب التي بنيت عليها رأيي..

ورد في الأحاديث أن عمر -رضي الله عنه- قال: أيكم يحفظ حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الفتنة؟
قال حذيفة: فقلت: أنا، فقال: إنك لجريء، فقال: كيف؟ قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول:
فتنة الرجل في أهله وولده وجاره، تكفرها الصلاة والصيام والصدقة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر،
فقال عمر: ليس هذا أريد، إنما أريد التي تموج موج البحر، قال: مالَك ولها يا أمير المؤمنين، إن بينك وبينها بابا مغلقا، قال: أيفتح الباب أم يكسر؟ قال: بل يكسر، قال: ذاك أجدر ألا يغلق، فقلت لحذيفة: أكان عمر يعلم من الباب؟ قال:
كما يعلم أن دون غدٍ الليلة، إني حدثته حديثا ليس بالأغاليط، قال: فهِبنا أن نسأله من الباب، فقلنا لمسروق: سله،
فسأله، فقال: عمر.

ويظهر من هذا الحديث أن عمرا" رضي الله عنه كان هو الباب الذي بعد كسره (اغتياله) ستنهال الفتن على الأمة,وهذا ماحدث فعلا" فقد انهالت الفتن إلى زماننا هذا منذ استشهاده على يد اللعين الفارسي (أبو لؤلؤة المجوسي) ذلك الحقير الذي لازال قبره المشؤوم مزارا" للروافض الذين يدعون التشيع لآل البيت عليهم السلام وهم منهم براء, وذلك القبر لمن لايعلم هو في بلاد فارس (إيران) التي كان نهجها على مدى القرون الماضية السعي وراء الثأر لدولة كسرى التي أسقطت على يد العرب في معركة القادسية الأولى في عهد عمر -رضي الله عنه- ثم تقوت وعادت من خلال الفتن التي اتبعتها في عهد عثمان -رضي الله عنه- حتى استشهد وذلك باستغلال أتباعها للأخطاء التي وقعت في حكم هذا الصحابي الجليل, وبعد استشهاده انتهجوا نهجا" جديدا" وذلك في الدخول في الفتنة التي حدثت بين الصحابة حول الحكم ,حيث قام ثلة من أتباع الفرس بادعاء النصرة لعلي -عليه السلام- والذي للأسف قد خدع عليه السلام في هؤلاء الأنذال, وأقول هنا أنه خدع لأني لا أقول بعصمته التي يزعمها الروافض ولكني رغم ذلك أجزم بأن عليا" قد ظلم من قبل الفئة الباغية -فئة معاوية- التي انقلبت على هذا الإمام الفاضل بدعوى الأخذ بثأر عثمان ولا أرى في ذلك إلا خطأ" جسيما" قد ارتكبوه وأمرهم إلى الله, أعود لأقول بأن أهل الكوفة قد خدعوا الإمام وخذلوه بعدما لجأ إليهم, ومن أراد التأكد فليرجع لخطبته -عليه السلام- في أهل الكوفة الذين شبههم فيها بأشباه الرجال..!

والتاريخ يكرر نفسه فبعدما استغل أولئك الأقزام حاجة علي لهم, فقد استغلوا أيضا" حاجة الإمام الحسين عليه السلام لهم بعد ما ادعوا للمرة الثانية ولائهم له ضد يزيد ابن معاوية الذي اتفق أكثر المؤرخين على فساد نظامه الذي أخذه بالوراثة لأول مرة في التاريخ الإسلامي, فقد خدعوه عليه السلام وذلك عندما تفرقوا عنه وتركوه ضحية للملاعين من أتباع يزيد, وهاهم الحمقى منهم يلطمون ويطبرون من شدة الندم في مشهد هو الأقرب لطقوس اليهود, مع اعتذاري للمخدوعين وأصحاب النيات الحسنة منهم, ولا أنمي سهولة خداع الأنذال لآل البيت إلا لتقاعس بعض الصحابة رضوان الله عليهم عن نصرتهم للأسف وذلك رغبة منهم في الإبتعاد عن الفتن وهو اجتهاد خاطئ ولا ريب كما هو اجتهاد عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- في قتال علي -عليه السلام- وهي زوج النبي عليه أفضل الصلاة والسلام في الدنيا والآخرة, ولكن إرادة الله وحكمته فوق كل شيء فسبحان الله.

أعود هنا وأقول أن هذا النهج الذي اتبعه هؤلاء الحاقدون على الإسلام والعروبة قد استمر إلى أن سخر الله القائد الشهيد صدام-رحمه الله- فكان لهم كالشوكة في حلوقهم وقد هزمهم شر هزيمة في معركة القادسية الثانية أو (قادسية صدام)وذلك كان بتاريخ 8 - 8 - 1988م .
وكان هذا النصر دليل على قوة هذا الرجل رغم كل المؤامرات, وسبحان الله فقد وصل هذا القائد إلى الحكم عند استيلاء الروافض المتشددين على الحكم في بلادهم ومحاولاتهم الجاهدة لتصدير الثورة الخمينية المشؤومة ولكن هذا الرجل كان لهم ولثورتهم بالمرصاد حتى توفي الخميني وضعفت شوكتهم, إلا أن كيدهم لم يضعف ولم يفتر حتى حانت الفرصة الثمينة وذلك بخطأ صدام القاتل في غزوه للكويت عام 90م, وتلك كانت بداية النهاية لنظام هذا الرجل النادر الذي استعصى على الغرب ولم يستطيعوا إسقاطه رغم كل محاولاتهم وسعيهم الحثيث لذلك.
وهنا سأقول أمر ربما لم يسبقني إليه الكثير إلّم أكن الوحيد الذي أصرح به وهذا الأمر هو أن تفسيري المنطقي لسبب الكارثة التي وقعت عام 90 هو أن الرجل قد تعرض للسحر من قبل هؤلاء الأشرار ولا ريب, ولكن مهلا"..قبل أن تستعجلوا في السخرية مما أقول , فلتنظروا معي للحقائق التالية :
1- تاريخ هؤلاء الفرس الروافض في دس السحر لكل من يثير غضبهم.
2- أن صدام كان حاكما" فرديا" بلا منازع وأن أوامره كانت إلى حد ما غير قابلة للنقاش.
3- التصرف الغريب الذي قام به النظام حينما أرسل الطائرات إلى إيران لكي تخبأها لديها وهي العدو اللدود!!!
4- التخبط الذي وقع فيه النظام حتى آخر لحظاته في تبريره للغزو!
5- أضف إلى ذلك كله التطور الهائل في فكر صدام العلماني أصلا" حيث انقلب إلى التدين قبل أو أثناء معركة (أم المعارك) وهذا يعني لجوءه إلى الله بعد اقتناعه أن البعد عن الدين كان سببا" في (سحره) وهذا مايحصل لمعظم المسحورين.
والله أعلم.

عموما" فبالرغم من الإنسحاب العراقي من الكويت إلا أن المتآمرين لم يستطيعوا التقدم أكثر لعلمهم أن العراق عندما انسحب من الكويت فليس لضعفه الشديد بل لعدم إيمانه بالمعركة التي يخوضها في الكويت وبالتالي فتقدم القوات الغربية لداخل العراق كان يعني الجحيم لأنها المعركة الحقيقية التي سيخوضها النظام, وهنا أيضا" كان للفرس دور في الخسة والنذالة أبو إلا أن يقوموا به وهو ماحدث في الجنوب في صفحة الغدر والخيانة التي أسموها الثورة الشعبية التي أرسل فيها الحرس الثوري لدعم العملاء في الجنوب وذلك لفصل الجنوب وضمه لإيران, والغريب أنهم قد طلبوا من القيادة العراقية أثناء غزو الكويت ألا تنسحب من الكويت وأنهم سيرسلون الحرس الثوري-كما صرح قائد الحرس الجمهوري العراقي- لدعمهم في الكويت! , وهم فعلا" قد أرسلوا الحرس الثوري ولكن إلى مكان آخر!!, ومع ذلك فقد خاب مسعاهم فسرعان ما أخمدت فتنتهم على أيدي أبطال الجيش العراقي ولم تستطع حتى قوات (تحالف الشر) التدخل لدعمهم وذلك لخوفهم على أرواح جنودهم.

ولكن رغم قوة النظام حينها إلا أن الإنهيار قد بدأ يدب في أركانه رويدا" رويدا", وذلك بمساهمة العرب للأسف مخدوعين بأكاذيب الصليبيين الجدد الذين أرادوا هم الآخرين النيل من ذلك العملاق بعد إسقاطه لأنه لم يكن الصخرة المستعصية على الصفويين فقط, بل كان أيضا" الجبل الذي وقف أمام كل مؤامرات الصهاينة والصليبيين على الأمة وذلك في العديد من المواقف ومنها دعمه للسودان -دونا" عن كل العرب- ضد الثورة الجنوبية الصليبية المدعومة من اليهود والصليبيين, إضافة إلى احتضانه للعلماء العرب ومنهم العالم المصري يحي المشد الذي اغتاله الموساد خوفا" من عقليته الفذة, وغير ذلك من الإنجازات الرائعة في عهد القائد الشهيد والتي لم يكتب لها الإستمرار, ولكن أنا أريد وأنت تريد والله يفعل مايريد.

طبعا" توالت الأحداث وفرض الحصار الذي أوهن قوى العراق العظيم رغم أن صموده لإثنى عشر عاماً يدل على مدى قوته ولكن بعد أن تأكدوا من ضعفه كشر الشياطين عن أنيابهم وبدأوا الهجوم على مجد العراق وبتآمر صليبي مجوسي واضح وكل له مصلحته في الحرب.

وما يهمنا هنا هو المصلحة الفارسية المجوسية التي وصل أتباعها في العاشر من ذي الحجة 1427هـ إلى ما وصل إليه قدوتهم (أبو لؤلؤة), وهذا التاريخ المحدد بخبث هو كما نعلم عيد المسلمين وهذا فيه إصابة للأمة في مقتل فضلا" عن أنه عيد الأضحى وانظر إلى مغزى أن يكون عيد (الأضحى)!!, وما هذا إلا تجسيدا" بينا" لمدى المؤامرة ولمدى الحقد البغيض على هذه الأمة والموروث عن قدوتهم ذلك اللعين سيء الذكر, والجميع يعلم أنه بعد اغتيال القائد صدام بل بعد سقوط نظامه مباشرة قد أعاد التاريخ نفسه مجددا" ليتحرر الفرس الحاقدين من القيد الذي طالما أضناهم ولتبدأ الفتن التي ضاع فيها الحق مع الباطل وقتل فيها البشر لايعلم المقتول فيما قتل ولا القاتل فيما قتل! فلا حول ولا قوة إلا بالله.


أخيرا" وبعد كل هذا السرد الطويل أعود لأصل الموضوع لأضع تشبيهي للشهيد -بإذن الله- صدام حسين المجيد
بالخليفة الشهيد عمر ابن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه وقد أصبح وجه الشبه واضحا" وضوح الشمس لكل منصف ,
فالإثنان كانا بابين منيعين استعصيا على الحاقدين من المجوس خاصة" ومن غيرهم لفترة طويلة , كما أنهما أهانا دولة فارس في معركتين تحملان نفس الإسم, و كانت نهاية الإثنين هي الإغتيال وفي نفس الشهر الهجري وعلى أيدي الفرس المجوس انفسهم , و كان اغتيال كل منهما هو بمثابة الكسر لذلك الباب الذي انجرفت عبره الفتن والأهوال كأنما هي الفيضان .

أقول أن هذا التشبيه واضح للمنصفين أما من يرون فيه تجاوزا" وتعديا" على عمر لأن صدام كان علمانيا" فأقول لهم .. صحيح أن صدام كان مسلما" علمانيا" في سالف عهده ثم التزم بالدين كليا" بعد ذلك, أما عمر رضي الله عنه فقد كان كافرا" كفرا" صريحا" ومعاديا" للمسلمين ولكن إسلامه قد جب ما قبله ورفعه لمرتبة الصحابي الجليل, كما أن تشبيهنا لرجل من هذا العصر -قد بلغ ما بلغ من المكانة- بصحابي جليل ليس اختلاقا" ولا ابتكارا" من عندي بل هو اقتداء بما فعله الرسول مع شخص لا يقارن في عمله حتى بصدام نفسه فما بالك بعمر أو بأبي بكر.. قال صلى الله عليه وسلم:
((لا تقوم الساعة حتى توجد المرأة نهارا تنكح وسط الطريق لا ينكر ذلك أحد فيكون أمثلهم يومئذ الذي يقول: لو نحيتها عن الطريق قليل، فذلك فيهم مثل أبي بكر وعمر فيكم))..!

اللهم تقبل صدام شهيداً وارحمه واعف عنه وتجاوز عن خطاياه.

ليست هناك تعليقات: